الاهتمام بالشباب من الأولويات التي تضعها الدول التي تريد التقدم ضمن استراتيجياتها الخاصة بالتنمية وإشراك الشباب في تطوير الدولة، وإرساء روح الوطنية وحب الوطن عندهم، وبالطبع الشباب الجامعي أصبح أكثر نضج وفهم لتطورات السياسة عما سبق قبل انطلاق الربيع العربي، ولذلك بعض الحكومات العربية على رأسها دولة الإمارات بدأت بالاهتمام بالشباب الجامعي من خلال توفير برامج تطوير وتنمية لهم، وإصقال مواهبهم ومهاراتهم البشرية وكافة المهارات في مختلف المجالات.
لم يكن حاكم إمارة رأس الخيمة سعود بن صقر القاسمي بمنأى بإمارته عن استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا عن سياسة حاكم دولة الإمارات، بل كان سباق في هذه الخطوة من خلال تدشين مؤسسة تساعد على تطوير الشباب وإفادتهم وتدريبهم في مجال السياسة العامة.
وذلك من خلال مؤسسة سعود بن صقر القاسمي في بحوث السياسة العامة، التي عملت على تقديم برنامج الإعداد الجامعي للطلاب المقبلين على مرحلة التعليم الجامعي، على كلٍ قبل التطرق لتفاصيل البرنامج وانطلاقه، يجب الحديث عن نشأة ومسيرة حاكم إمارة رأس الخيمة سمو الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وتاريخ مؤسسته لبحوث السياسة العامة.
ما لا تعرفه عن حاكم رأس الخيمة القاسمي
الشيخ سعود بن القاسمي شخصية نشطة جدًا بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث إنه لا يبخل أبدًا بالغالي والنفيث على إمارة رأس الخيمة التي يتولى حكمها، وبين الحين والآخر بل بشكل مستمر، يطلق العديد من المشروعات الخيرية والتنموية، هذا بجانب تنظيم العديد من الفعاليات التي من شأنها أن تتقدم بإمارة رأس الخيمة في صفوف المدن العالمية المتطورة في العديد من المجالات.
بالطبع ما يفعله الشيخ سعود بن صقر القاسمي أكبر دليل على حبه لدولة الإمارات بشكل عام وإخلاصه لعمله وأنه مسؤول عن رعيته، من الجانب البشري والإنساني والمادي والعلمي، والحقيقة أن كل ذلك بدأ يؤتي ثماره بالفعل.
ولما كانت السياسة هي أحد الأركان المهمة في لكل دولة، سعى الشيخ سعود بن صقر القاسمي إلى تدشين مؤسسة تهتم بشأن البحث في السياسة العامة، وتقديم المساعدات للطلاب.
مؤسسة سعود القاسمي لبحوث السياسة العامة
إيمانًا من حاكم إمارة رأس الخيمة الشيخ سعود بن صقر القاسمي بأن دولة الإمارات لن تملك القوة العظمى أبدًا إلا في حالة امتلاك القدر المعرفي الذي تحتاجه الدول للارتقاء بها والازدهار وتحقيق أعلى مستويات النجاح في كافة المجالات، قرر تدشين مؤسسة عام 2009، لمواجهة تحديات المستقبل وتعزيز أهمية البحوث العلمية في مجال السياسة العامة لجميع الأجيال القادمة.
وحرص بن صقر القاسمي على أن تركز كافة أعمال المؤسسة على السياسة التعليمية بشكل أكبر وأوسع، مؤكدًا إنه مع مرور الزمان ستعمل المؤسسة على توسيع نطاق العمل، لتتجه إلى العمل في مجالات أخرى على رأسها التنمية الحضرية والصحية، فضلًا عن المشاركة في تأهيل الشباب على العديد من المجالات المتنوعة، لا سيما ما يتعلق بالتكنولوجيا.
دور مؤسسة القاسمي في التعليم
ولذلك نجد أن مؤسسة القاسمي تلعب دورًا ضخمًا جدًا في نظام التعليم المحلي، حيث أنها تعد بمثابة جسر تم المرور من خلاله لاكتشاف إمارة رأس الخيمة، والتي تحولت إلى مصدر من مصادر المواطنين المهتمين والشغوفين بالتعليم والتدريب والتعلم في كافة المجالات، بل تسعى مؤسسة القاسمي إلى تمكين الوصول لبرامج التعليم والتدريب المستمرين؛ لأجل استثمار المعرفة لتحسين مهارات الشباب على رأسهم الشباب الجامعي.
ولذلك نجد المؤسسة من أوائل من قدمت الدعم للشباب من خلال برنامج الإعداد الجامعي؛ الذي انطلق في أبريل الماضي؛ لإعداد طلبة إمارة رأس الخيمة الإماراتيين في عدد من المراحل الدراسية بداية من المرحلة التاسعة إلى الثانية عشر، للنجاح والتفوق الأكاديمي؛ لتأهيلهم إلى الالتحاق بالجامعات داخل وطنهم وخارجه.
ما الهدف من البرنامج ومتي ينطلق؟
وفقًا للمدير التنفيذي للمؤسسة، ناتاشا ريدج، فإن مؤسسة القاسمي تسعى إلى عدد 40 طالبًا إماراتيًا أكثر تميزًا بإمارة رأس الخيمة للانضمام إلى برنامج الإعداد الجامعي، الذي سينطلق في سبتمبر من العام الجاري.
يهدف البرنامج إلى مساعدة الطلاب على تحدي أنفسهم شخصيًا وأكاديميًا، لا سيما الطلاب الراغبين في الدراسة الجامعية بدول الخارج على رأسها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا.
سياسة اختيار الطلبة في البرنامج
تتبع المؤسسة سياسة في اختيار الطلاب للحصول على البرنامج التدريبي الذي توفره، وتتمثل في عدة نقاط مهمة وهي:
- يتم قبول الطلاب ضمن مجموعة من المرشحين.
- يحصل الطلاب على التوجيه الإرشاد الوظيفي والمهني المتعلق بالفرص والخيارات الوظيفية المستقبلية والجامعية، بل وفرصة أخرى لتطوير مهاراتهم الأكاديمية، فضلًا عن إتقان اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة.
محتوى البرنامج
وبالنسبة لمحتوى ومضمون البرنامج يتم تقديمه مرتين أسبوعيًا عقب انتهاء اليوم الدراسي، وخلال الحصتين يحصل الطالب على توجيهات ودعم لتقديم طلبات الالتحاق بالجامعات، أثناء مراحل الصف الحادي عشر والثاني عشر.
كما يطرح البرنامج مشاريع؛ لتعلم سُبل تقديم المساعدة والممارسات الجماعية وتعزيز روح الفريق، وفرص الدراسة خارج دولة الإمارات خلال فصل الصيف، لتوطيد وتعزيز المهارات الشخصية للطلاب الإماراتيين.
https://alwahdanews.ae/5365/مؤسسة-الشيخ-سعود-بن-صقر-القاسمي-تبدأ-تل/